كتب : دكتور نفر
قال محمد عبد المقصود منسق مشروع بانوراما التاريخ العسكري المصري، وتطوير المواقع الأثرية بمحور قناة السويس الجديدة، إن نصر أكتوبر كشف عن أهم موقع حربى للجيش المصرى في عصر الدولة الحديثة شرق القناة.
وأضاف عبدالمقصود اليوم الثلاثاء، أن حرب أكتوبر كان لها الفضل في الكشف عن هذا الموقع أثناء عبور القوات المصرية لقناة السويس على الضفة الشرقية وعلى بعد 3 كيلو متر شمال شرق القنطرة شرق، عندما إختار القائد المصرى منطقة غير معروفة أثرياً كأول موقع للجيش المصرى وأتضح بعد ذلك أن هذا الموقع هو موقع قلعة “ثارو” التي كانت مقر لقيادة الجيش المصرى في عصر الدولة الحديثة.
وأوضح عبد المقصود، أن الموقع هو ذاته الذي قاد الملك “أحمس الأول” لمعركة حربية لتحرير مصر من الهكسوس، وهو الموقع الذي أقيمت فيه الأربعة قلاع القديمة على ضفاف الفرع البلوزى القديم للنيل، ما يؤكد أن الرؤية الإستراتيجية للقائد المصرى في الدولة الحديثة تتطابق مع رؤية القائد المصرى وقت حرب أكتوبر، ويعتبر هذا الموقع هو الأساس بالنسبة لأحداث التاريخ المصرى العسكري.
وأشار عبدالمقصود، أن أعمال الحفائر في هذا الموقع تُجرى منذ عشرين عاماً من خلال البعثة المصرية لآثار سيناء برئاسته، قد ساهمت في الكشف عن آثار لمعظم الملوك اللذين عبروا سيناء ومنهم الملك “سيتى الأول” والملكين رمسيس الأول والثانى، والملكين تحتمس الثانى والثالث، والملكة حتبسوت، لأن المكان كان نقطة إنطلاق للجيوش المصرية التي كانت تتجه للشرق لتأمين الحدود المصرية.
كما شهد المكان التجهيزات العسكرية لأشهر معارك مصر التاريخية خارج الحدود الشرقية وهى معركة “مجدو” في عصر الملك “تحتمس الثالث”، ومعركة “قادش” في عصر الملك “رمسيس الثانى”، وفى هذا الموقع سيكون أحد المواقع التي يجرى إعدادها لتكون ضمن المواقع التابعة لبانوراما التاريخ المصرى بالتنسيق مع وزارة الدفاع والآثار، والمشكل له لجنة برئاسة الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار ورؤساء القطاعات لتجميع التاريخ العسكري.
